بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوة للتفكير في بعض ما في القران الكريم برؤية جديدة
تفسير الايات
الاية
(فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
قلوب يعقلون مفردها = قلب عاقل والقلب العاقل هو القلب
المؤمن مضاد القلب الغافل الذي يعني عقل جاهل + قلب
غافل والقلب هو محطة العقل أو مسكنه ان أنفصل عنه أصبح
قلب لا يطلق عليه قلب عاقل لأن هناك قلوب غافلة غير عاقلة
وحينما أنفي على شخص القلب العاقل معناها انه لا يمتلك
قلبا مؤمن لكنه يمتلك قلب و يمتلك عقل لكن وظف عقله في
مسكن غير قلبه وأصبح العقل هو من يقود القلب وهذا ما يطلق
على أصحابه الملاحدة والفلاسفة الذين لا يؤمنون ويبحثون عن
الحق وهو في قلوبهم لكن في ابتعاد عقولهم عن قلوبهم
أصبحت العقول جافة خالية من الايمان الاية
(لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا)
أنت لا تفقه معناه أنت لا تفهم أم تدرك بمعنى هناك من يمتلك عقلا لكنه بعيد عن الحق
وعلاقة العبد بربه هي علاقة قلبية لأن الله يعرف ما في القلب والاستشعار والاحساس
والقوة الداخلية هي المحرك الرئيسي للعقل الذي يوجهه للتأمل والتفكر والتدبر لكن من قادك
الى ذلك هو قلبك = اهتمامك + محبتك + احساسك الاية
(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)
العقل هو وسيلة القلب الذي يجعلك تقرأ وتتأمل وتركز وتلاحظ وتفكر وتتدبر وتحمد وتسبح
وتشكر وتحفظ وتعبد وتعمل وتصوم وأنت واعيا وفاهما لكن المصدر الحقيقي هو قلبك
الذي به حلمك وأمانيك في رحمة الله ورزقه وفضله وخيره وطلبه في السعادة في الدنيا
والاخرة والنجاة من النار وعذاب القبر والفرح في الدخول للجنة لهذا اللسان الصادق هو ما
يستنطق ما في القلب من إيمان وارادة لأن العقل يخطط ويخدع ويحتال أما القلب به
الحقيقة الاكيدة والارادة السديدة والاهداف العديدة لهذا غاية العقل ما سكن في القلب
ووسيلة القلب ما عبر عنه العقل كتابة وقول وفكر وعمل اذا نستنتج بأن القلب الرئيس
والعقل هو الوسيلة والجسد هو الخادم
فكر
ما نفكر به من أجل الله هو ما سيقوي عقلنا فضل من الله الاية
(وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَعْلَمُونَ)
طبع على قلوبهم فهم لا يعلمون الحقيقة والعلم مصدره في القلب ان علمت أنك حافظا
ستتكلم عن ما حفظته
لأنك متيقن بأنك في قلبك حافظا قبل أن تتكلم ولو وضعت مع مشركين أم كفار الذين لو
علموا بأنك مسلما
قتلوك عقلك سيؤكد لهم انك غير مسلما وهذا جائزا ومن الذكاء لكن في قلبك أنت مسلما
ومؤمن ولا يعلم
ذلك الا الله اذا مسكن العلم في القلب فهو من يكتمه ويحتفظ به والعقل هو الوسيلة
للتعبير عنه واخراجه
بواسطة الكتابة والقول والتعبير والكلام فأن خاطبت طفل أم طفلة صغيرة ستخاطبها على
حسب حدود
عقلها أليس كذلك وأنت تعلم بأن فعلك صحيحا في قلبك لهذا تكتم ارادة القلب بواسطة
مخاطبة العقل من
جعلك تفعل ذلك (الارادة) وأين موقع الارادة في القلب لأن القلب يريد النهاية
السعادة / النجاح / الجنة
والعقل يخطط للبداية في التفكير والتحديد والتخطيط ولا يعلم ارادتك الا أنت لأنك محتفظ
بها في قلبك ولا
يعبر عن ما في قلبك الا عقلك ولا يعرف ما في قلبك الا ربك
الاية
(وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَسْمَعُونَ)
الذي لا يسمع ليس هو من لا يمتلك اذن انما هو من لا يهتم وكيف نهتم في حضور
القلب لأن في غياب
القلب سيسرح العقل تخيل محاضرا يتكلم عن مادة غير محببة لك عقلك سيبتعد تدريجيا
وستسرح وتعيش
أحلام اليقظة جسدك موجود اذنك تسمع لكن قلبك غير حاضر وهنا أنفصل عقلك عنه
وأصبح يعبث من
اتجاه لأتجاه على حسب تقلبات القلب لأن العقل دائما يتبع القلب ان كان قلبا عاقلا أصبح
العاقل عاقلا وان
كان قلبا خاليا أصبح القلب جاهلا لهذا مهما تكلم المحاضر إذنك لن تسمع ولكن ان كانت
المادة محببة
والمحاضر محبوبا ستسمع لأن قلبك حاضرا لهذا اعرف لماذا القران يشد ناس ولا يشد
ناس السبب عدم
حضور القلب الذي هو عدم وجود اهتمام + انسحاب العقل
الاية
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)
القلب القاسي هو القلب الغير لين المختفي منه الرحمة كالحجر الجامد الذي لا يتحرك
وكيف يتحرك القلب
وهو غير حاضرا والعقل لاهيا فالقلب الخالي سيصاب في الجمود والبرود والعقل
سيصاب في الشتات
والجهل والغفلة والضياع والجسد سيصبح مدمن وعابث لهذا عالما قاسيا لن يعلمنا انما
سيعذبنا لكن معلما
حكيما هو من يمتلك قلبا حاضرا حي فالقلب مزرعة تحتاج لمعلومات كالماء التي تحتاجه
المزرعة لينمى
الزرع فالعقل هو قطارة الماء التي تجعل القلب حي لهذا يحتاج لتذكير واستمرار في طلب
العلم والدعاء والرجاء
لهذا القلب العاقل قلب مؤمن حاضرا سكن به العقل
الله الموفق
ان لم تمتلك قلب عاقلا معناها عقلك لاهيا وان امتلكت عقلا جاهلا معناه قلبك من الايمان خاليا وفي امتلاكك قلبا عاقلا معناها تمتلك عاقلا مؤمن