عندما تمر الساعات وتتلوها الايام وتنفلت السنين السنه تلو الاخري
اُساؤل نفسي ؟؟اين ذهبت سنين عمري؟؟هل عشتها ؟؟ام انني كنت في غيبوبه طويله
و أفقت منها وقد ذبلت زهور شبابي وانا حبيسه الغرف المغلقة
فهاانذا احن الي طفولتي وشبابي الغض واذهب الي منزل جدي عليه رحمه الله
الذي املكه انا واخوتي ارثا عن والدي عليه ايضا رحمه الله
واجلس بين ربوعه واتجول في حديقته التي باتت خربه بعد ما هجرها من كان يملؤها بالحنان والحب
والخضرة ؛ بعد ما ذهبت عنها كل مظاهر الحياه لكن الارواح الطاهره مازالت تسكنها ولم تهجرها
فانا اشم ريحهم واشعر بهم في كل مكان في هذا المنزل العتيق.
واجلس مغمضه العينين لارتمي تاره في احضان جدي الحنون وهو يرتل آيات القرآن
وتاره اخري في احضان ابي ......آآآآ ه .. يا ابي قد كنت مرفا الحنان لكل من حولك
عندما كنت اري التجاعيد تغزو وجهك كنت اشعر بسهام تشق طريقها الي قلبي ولا تخطأه
وعندما كان ينتشر البياض في شعرك ... كان الظلام يلون ايامي
وهاأنذا ابحث عن ذكرياتي بين الاطلال .
فهنا عشنا اجمل ايام الطفوله انا واخوتي وابناء عمومتي وهناك علي مرمي البصر
شجره الجميز العتيقه التي سطرت اسمي علي فروعها ولعبت تحت ظلالها ساعات وايام طويله
بل وسنين وهي تحتضنني بغصونها واوراقها وتطعمني من ثمارها التي غالبا ما كنت آ كلهادون غسيل
وهناك جدول الماء الرقراق الذي يمر خلف المنزل وها هي الشمس تغتسل في ماءه
الفياض منذ شروقها الي ان تذهب لفراشها فتزيده رونقا وسطوعا ودفئا
وانا اجلس علي حافته لارمي احزاني البريئه بين طياته التي غالبا ما كانت تكمن في منازعاتي
اليوميه مع اخوتي او في سفر والدي لايام معدوده مبتعدا عن المنزل.
وهناك كان يجلس والدي الحبيب وحوله اهل البلده يصلح بين المتخاصمين ويمسح دموع
الباكين ويعين المحتاجين ويوظف العاطلين
كان يمنح ويبزل من صحته ووقته وماله وجهده ويجود بكل ما يمتلك لكي يسعد كل من حوله حتى من لايعرفهم
وهاهي جدتي تصرخ فينا لا تقطعوا ثمار العنب قبل نضوجها
هناك.............................وهناك............ ...................وهناك
وأنا هنا ابحث عن ملامح ابي في وجوه اقربائه فهذا عمي له طلته وبسمته وابنه لديه عينيه
وهذا في هيبته ووقاره والاخر في مشيته ؛ لكن الصوره أبدا لن تكتمل
اناش هنا اشم عبق الأموات لكن روحي هائمة تشعر بسعادة حقيقية لم تشعر بها داخل الغرف المغلقه
انا هنا علي موعد معك يا ابي الحبيب فقد بدأت التجاعيد تعرف طريقها الي وجهي
وبات الشيب يداعب خصلات شعري.