هل وقعت كارول في فخ الصبوحة؟

بعد سلسلة مفاوضات وقعت الفنانة كارول سماحة عقداً مـع المنتج صادق صبّاح، لتجسد دور الفنانة الكبيره


صباح في مسلسل " الشـحرورة "، في خطوة قد تبدو مصيرية في حياة كارول الفنية إذ أنها تقف أمام استحقاق كبير، وهو تهميش نجوميتها لصالح الدور الذي تلعب، إذ أن نجاحها يقوم في المقام الأول على تهمييش كارول لصالح الصبوحة في اختبار فشل فيه قبلها الكثير من الفنانين، ومن نجح اضطر الى الابتعاد عن الشاشة بعد ان اصبح مرادفاً للشخصية التي تقمصها ببراعة.
وعلى الرغم من التحديات التي يفرضها دور فنانة لا تزال على قيد الحياة، فقد تنافست على الدور أكثر من فنانة بدءً من رولا سعد، المغنية التي بدأت شهرتها حين غنت ديو مع الصبوحة، وأصبح اسمها ملتصقاً بنجاحات الشحرورة التي حصدتها دون أدنى جهد، إلا أن استبعادها من الحلقة التكريمية التي قدمتها محطة MBC للصبوحة، ولاحقاً استبعادها من الترشيحات الخاصة بدور الفنانة الكبيرة، أصابها بخيبة أمل يبدو أنها ستكون لصالحها، خصوصاً أن المراحل المصيرية في حياة الشحرورة تحتاج إلى ممثلة من طراز خاص، وهو الأمر الذي بدت رولا عاجزة عنه في أول أفلامه في مصر، حيث مني الفيلم بالفشل دون أن يضع حداً لطموحات رولا.
المرشحة الثانية كانت الفنانة رويدا عطية التي اختارتها الصبوحة دون سواها لتشاركها في الحلقة التكريمية باعتبارها أفضل من غنى لصباح، إلا أن انعدام خبرة رويدا في مجال التمثيل وضع حداً لطموحاتها في تأدية الدور الأهم.
عملية إختيار هوية مؤدية الدور استغرقت عاماً من الدراسة، حتى رجحت الكفة الى قرار إختيار ممثلة محترفة، دون الاعتماد على الشبه الخارجي، خصوصاً أن الصبوحة خضعت لتغييرات في الشكل الخارجي على مدى ستة عقود من احترافها الفن.
وقال رئيس مجلس إدارة شـركة سيدرز آرت بروداكشن (صبّاح أخوان) الأستاذ صادق صباّح: "كان من الصعب الإعتماد على شبيهة بالشكل، لدور يحتاج أولاً الى آداء تمثيليّ عالٍ. النجمة كارول سماحة كانت المرشحة الوحيدة للدور، بعد أن تابعنا القفزة النوعية التي أحدثتها في مسيرتها الفنية أخيراً. فما يميزها هو الإلتزام الفنيّ والأخلاقيات وإجماع شعبي عربيّ على شخصها وموهبتها. خبرة كارول سماحة المسرحية والتلفزيونية والموسيقية تجعلنا نقدر قدراتها التمثيلية ونعتمد على صوتها في بعض المشاهد".
أما كارول سماحة ووصفت القرار بالخطوة المصيرية وقالت:" كان قراراً صعباً، فالشحرورة إمرأة إسثنائية وتلك الخطوة تعتبر سابقة من نوعها، كوني أول مطربة تلعب دور مطربة آخرى. لن أقلد صباح في هذا العمل، بل سأسعى لنقل روح شخصية تلك المرأة الحديدة التي واجهت مصاعب الحياة وحدها. أما ما شجعني على الموافقة، هو حبكة النص وأسلوب الكتابة الجميل، أضف الى تاريخ شركة صبّاح المحترفة وثقتي الكبيرة بالمنتج صادق صباّح وبخيار المخرج".
يروي العمل قصة حياة أسطورة الفن العربي بكافة مراحل النجاح والفراق والحب والألم. ويبدأ التصوير مع بداية شهر تشرين الثاني - نوفمبر 2010 إستعداداً لعرضه خلال شهر رمضان المبارك 2011.
يذكر أن المسلسل من إخراج المخرج المصري الشاب أحمد شفيق الذي لمع إسمه أخيراً من خلال أعمال عديدة. السيناريو والحوار للكاتب المصري فداء الشندويلي والإنتاج لبناني مصري مشترك بين شركتيّ Cedars Art Production – صبّاح أخوان وScreen 2000 – أمير إبراهيم شوقي. تجدر الإشارة الى أنه تم تحديد عدد من المناطق اللبنانية، أضف الى مواقع في مصر وسوريا وأوروبا لتصوير العمل.
على صعيد آخر يلتقي فريق عمل المسلسل الجسم الإعلامي في بيروت قريباً لإطلاق العمل وإعلان بداية التصوير والوقوف عند تفاصيل الكواليس الفنيّة، ما يضع حداً لكل الشائعات التي تحدثت عن إلغاء العمل بسبب مشاكل إنتاجية.
ويبقى ان نذكر ان كارول خاضت تجارب عدة في المسرح والتلفزيون، وأثبتت أنها ممثلة موهوبة من طراز رفيع، إلا أن نجومية كارول الطاغية تطرح تساؤلات عن اختيار نجمة غناء شهيرة لتأدية دور الصبوحة، في حين كان بالإمكان اختيار نجمة مغمورة تبدو أكثر إقناعاُ للجمهور في تأدية دور الفنانة الكبيرة التي ستكون أول فنانة تشهد على تأريخ حياتها في مسلسل درامي.
*فنانون في فخ فنانين:
أن ينجح فنان في تجسيد شخصية فنان آخر في عمل يؤرخ لحياته، فهو تحد خطير، أولاً لأنه يفرض على الممثل أن يمحو شخصيته ليبدو أكثر إقناعاً، وأن يعود ليمحو نجاح دوره كي لا تلتصق الشخصية البديلة به.
فالفنانة منى زكي لا تزال ترفض الاعتراف بفشلها في تجسيد دور الفنانة سعاد حسني، في المسلسل الذي حمل اسمها قبل سنوات، وحصد انتقادات دفعتها الى الانعزال فترة من الزمن، ريثما ينشغل النقاد بعمل فني أكثر إثارة للجدل.
السيناريست عاطف بشاي تحدث نيابة عن منى، وأعلن تبرأه من سيناريو المسلسل كذلك فعل الكاتب الكبير ممدوح الليثي نقيب السينمائيين ومؤلف العمل والشريك فى إنتاجه.
الكاتبان حملا منى زكي مسؤولية فشل المسلسل، مؤكدين انها وقعت في أخطاء جسيمة، منها انها استعانت بكاتب سيناريو هو المؤلف تامر حبيب ليكتب لها مشاهد عديدة لم تعجب النقاد.
كما اعتبر الليثي أنّ بعض النجوم الذين تم اختيارهم لتجسيد بعض الشخصيات في المسلسل لم يكونوا مناسبين خاصة مدحت صالح الذى جسد شخصية عبدالحليم حيث ظهر الفرق واضحا بين الأصل والصورة.
أما الخطأ الأكبر الذي وقع فيه المسلسل بحسب الليثي فهو خطأ مشترك بين المخرج و الماكيير ومنى زكي التي لم تتغير ملامح وجهها او جسدها او شعرها حتى الحلقة الأخيرة.
وفور انتهاء المسلسل تردد ان زكي تعيش حالة نفسية سيئة نتيجة تأثرها بالتفاصيل والمراحل الزمنية التي مرت بها الراحلة سعاد حسني، ما دفعها الى اللجوء إلى الأطباء النفسيين حتى تتخلص من هذه الآثار وتتجاوز هذه المرحلة.
*صابرين في سجن أم كلثوم
قبل مسلسل "كوكب الشرق" اشتهرت الفنانة صابرين بأدوار خفيفة لم تنم عن حقيقة الموهبة التي فجرتها في المسلسل الذي جسدت فيه شخصية الفنانة الكبيرة أم كلثوم، ونجحت نجاحاً باهراً قضى على أي أمل لها في المحافظة على المستوى الذي قدمته بواحد من أشهر الأعمال الدرامية، فأعلنت اعتزالها وارتدت الحجاب لكنها ما لبثت أن عادت لتقدم أعمال لم تنجح في إخراجها من ثوب كوكب الشرق.
أما الممثلة سولاف فواخرجي، فقد أجادت بدور الفنانة الراحلة اسمهان، وما ساعدها في إتقان الدور، هو تغييب اسمهان من الأرشيف العربي إذ بقيت حاضرة بصوتها وأغانيها التي لم تتعد الثلاثين أغنية ونهايتها المأساوية التي زاد المسلسل من غموضها وحصد انتقادات واسعة لم يصب أي منها باتجاه أداء سولاف التي بدت أكثر من مقنعة.
*أحمد زكي نجاحات وإخفاق
خلال مسيرته الفنية، أدى الفنان الراحل أحمد زكي أدوار كل من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، والفنان الراحل عبد الحليم حافظ في فيلم لم يتح له مشاهدته، إذ توفي قبل انتهاء التصوير.
زكي بدا مقنعاً في دور الرئيسين، إلا أن فيلمه الاخير "حليم" لم يحظ بنجاح يذكر، ربما لأن معاناة زكي معطوفة على معاناة حليم جعلت من الفيلم مأساة صعبة الهضم على مشاهد عربي آلمه رحيل النجمين بطريقة مأساوية بعد معاناة مع المرض.
ولعل الفشل الأكبر كان من نصيب الممثلة السورية صفاء سلطان في مسلسل أرّخ حياة النجمة ليلى مراد، ولم يتمكن من حصد مكان له على لائحة المسلسلات الجماهيرية، ما دفع بالنقاد إلى تحميل النجمة سبب إخفاق المسلسل، في حين بدت التركيبة هزيلة للعمل الدرامي الذي لو يكن بحجم نجمة أثارت الكثير من علامات الاستفهام.

يسلمووووووووووووووووووووو